السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قيل في الشعر إنه ((تاج الجمال)) وهذا صحيح .. فالشعر دليل واضح لا على مدى اهتمامك به ـ هو ـ فحسب، بل على مدى اهتمامك بنفسك وبجمالك ... فالشعر الأشعث يعطينا أسوأ فكرة عن صاحبته، كما أن الشعر المصفف الذي تبدو عليه آثار العناية، يدل على أن صاحبته تعتني بنفسها، وتحرص حرصاً حقيقياً على أن تبدو في أجمل منظر وأبهى شكل.
ومنذ أقدم الأزمان والعصور كان الشعر هو الشغل الشاغل لبنات حواء، حتى اختلفت وصفات تجميله وتعددت أساليب تصفيفه والعناية به ... وتطورت حسب تطور الحضارة الإنسانية. ففي الماضي كانت النساء يستعملن شحم الجمل ومساحيق الأعشاب ((السحرية)) والحناء ... واليوم أصبحن يستعملن أحدث ما توصل إليه العلم الصحيح، وسواء في هذا العصر أو ذاك كانت غاية حواء واحدة لا تتبدل: هي الحصول على شعر ساحر جميل .. الأمر الذي أوجد ـ في الماضي ـ مجالاً واسعاً للمشعوذين والدجالين كي يصفوا ما يخطر على بالهم من الوصفات ((السحرية)) الكاذبة .. كما أوجد في الحاضر مجالاً للعلماء كي يجعلوا هذه المنحة الإلهية الساحرة، محط دراساتهم، وموضع فحوصهم وتحليلاتهم، كي يتوصلوا إلى أجدى الطرق المؤدية إلى حفظ سلامة الشعر، ومنحه الرواء والبهاء إلى أطول وأبعد مدى ممكن ...
وقد تدهشين إذا علمت أن الشعرة الدقيقة التي لا تكاد ترى بالعين المجردة، تعتبر في نظر العلم عضواً كاملاً يعيش مع باقي أعضاء الجسم في نوع من الانسجام، يشبه مجتمعاً مستقلاً يعيش بجوار مجتمعات أخرى.
وكأي عضو آخر من أعضاء الجسم، نجد أن للشعر أجهزته المفرزة، والماصة، والعصبية، والوعائية، فهو يأخذ غذاءه ويمتصه ويحوله ثم يلفظ البقايا والنفايات في مجار داخلية ..
والشعر الحي النابت في رؤوسنا، يأخذ من أجسامنا قسماً من حاجته، ويحصل على باقي حاجاته بوسائله الخاصة، وهذا يعني أن كل وسيلة تهدف إلى تحسين الشعر وتقويته يجب أن تتم عن الطريق الموضعي .. بالإضافة إلى طرق تحسين الصحة العامة. وبعبارة أخرى: لابد من الاستعانة بالعلاجات الموضعية الخاصة بالشعر، والملائمة لطبيعة صاحبته وحالتها الصحية.
لقد أثبت العلم أن الشعر ينمو بمقدار إثني عشر ميليمتراً في الشهر، وأن سرعة نموه تتوقف على الجو، فهو ينمو في الصيف بسرعة أكبر من نموه في الشتاء، ويقدر عدد الشعرات السود بين ذوات الشعر الأسود بمائة وعشرين ألف شعرة، أما بين الشقراوات فإن هذا الرقم يصبح مائة وأربعين ألفاً، وينخفض إلى تسعين ألفاً لدى ذوات الشعر الأحمر.
الشعرة الساقطة، هي شعرة ميتة قبل ثلاثة أشهر، وفي الأحوال الصحية العادية يتساقط من شعرك يومياً عدد يتراوح بين خمس وعشرين ومائة شعرة، فإذا كانت صحتك جيدة، فإنك تستعدين هذه الشعرات في اليوم نفسه الذي ماتت فيه، أما إذا كنت على العكس، فإن لذلك حديثاً آخر يأتي في حينه.
وسرعة نمو الشعرة تتفاوت تفاوتاً كبيراً بين شخص وآخر، بل لدى شخص بعينه، في فترات مختلفة تبعاً لسنه ولحالته الصحية العامة، وإن كان المعدل الوسطي المعروف هو سنتمتر واحد في الشهر.
وإذا أخذنا شعر امرأة سمراء ووصلناه ببعضه حصلنا من ذلك على طول يتراوح بين 70 ـ 80 كيلومتراً، أما الشقراء فإن شعرها يصل إلى 110 كيلومترات .. هذا ما توصل إليه الدكتور ((ديلوف))، وهو عالم إنكليزي، عكف على دراسة الشعر من الوجهة الجمالية، ومما تبين له أيضاً أن الشعرة السمراء أقدر على المقاومة أربع مرات من الشعرة الشقراء، كما أنها ـ أي الشعرة السمراء ـ قادرة على أن تحمل ثقلاً قدره مائتا غرام قبل أن تنقطع، أما الشعرة الشقراء فإنها لا تحتمل أكثر من خمسين غراماً.
وعمر الشعرة في الرأس، يقدر بثلاث أو أربع سنوات، أما شعرة الهدب فإنها لا تعيش أكثر من مائة وخمسين يوماً، وفي الصيف والربيع يسرع الشعر في النمو أكثر من سرعته في الفصلين الآخرين .. كما أن هذه السرعة تبلغ خمسة عشر ضعفاً في نور النهار عنها في ظلام الليل، ولهذا تعتبر الحمامات الشمسية أحد العلاجات الهامة لإطالة الشعر.
وبالإضافة إلى هذا كله .. فإن الشعرة يمكنها أن تكشف النقاب عن منبت صاحبها وعرقه، فقد دلت دراسة مقطع شعر ـح سب نظرية الأخصائي ((بريزباي)) ـ أن بالمستطاع أخذ المعلومات الوافية عن الزمرة البشرية التي ينتمي إليها صاحب الشعرة، فغذا كان المقطع دائرياً، فالشعرة تخص يابانياً أو صينياً أو هندياً، أما إذا كان بيضاوياً فهي لآري غربي، وإذا كان إهليلجياً طويلاً فهي لغربي أو تركي، أما الزنجي فإن المقطع يكون لديه مسطحاً جداً.
وأخيراً ..
يتلقى الشعر في ثلثه الوسطي المغروس في الجلد إفرازات غدية، تحمل مادة دهنية اسمها الدهن (SEBUM) ، وهذه المادة تغلف الشعرة كي تحميها من العوامل الخارجية، وتكمن الغدد الجلدية قرب منابت الشعر، وبجوار جذوره.
أخوكم العراااااااااااب ميسي
وأتمنى ردودكم المشجعة